كانت الأم تستلقي على السرير لا تستطيع الوقوف طويلاً حاولت النهوض عندما رأت ابنها لكنها لم تستطع. فقد كانت مريضة جداً بسبب عملها المتواصل. حزن سالم حزنا شديدا و أصابه الهم و القلق على أمه التي هي أعز الناس إلا أن أمه طمأنته بأن هذا المرض مؤقت ولن يدوم طويلا و إنها بخير طالما ولديها بخير، ولكن الدواء نفذ من عندها و هي تحتاج إلى بعض الأعشاب لتصنعه، فكان من سالم أن نهض بسرعة لتلبية أوامر أمه فهو على استعداد أن يقوم بجميع الأعمال لتبقى أمه مرتاحة، ذهب أولا لإحضار الماء ثم راح إلى السوق بعد أن أخذ

بعض ما صنعته أمه من سلال لبيعها و توجه إلى بائع الأعشاب الطبية الذي أرشدته إليه والدته

لم يكن بحوزته سوى دينارين فقط أعطتهما له أمه..وصل سالم إلى المدينة بعد نصف ساعة سير تقريباً ، ثم توجه إلى البائع حيث أرشدته أمه و طلب منه الأعشاب الطبية الضرورية لصنع الدواء،ثم سأل الدوائيُ سالم إن كان يرغب أن يصنع الدواء ليأخذه جاهزاً، فوافق سالم لأنه لا يريد أن يتعب أمه و خاصة أن البائع أخبره بأنه يحتاج إلى ساعتين لإعداده ،الوقت لم يكن المشكلة فهو مؤكد سيعود قبل الغروب بكثير،هذا ما كان سالم واثقاً منه،إلا أن المشكلة تكمن في الحاجة إلى مال إضافي،مما اضطر سالم للذهاب لبيع السلال للحصول على المال بينما يعد الرجل الدواء و بعد حوالي ساعتين عاد سالم ومعه أربعة دنانير إضافية فأعطى ثلاثة للبائع و بقيت معه ثلاثة،استلم الدواء وخرج من المحل ليعود من فوره إلى المنزل لكن حصل شيء لم يكن في الحسبان أصوات الناس المجتمعين في

الخارج عالية و الشّرطة ؟؟موجودة و رجل يصيح: (لــــــص سرق دنانيرييييي).. ما الذي سيحدث لسالم و أمه القلقة

بيتبع ...